الثلاثاء، 29 مارس 2022

طلوع الشمس من مغربها


كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير

للساعة علامات يهتدي بوقوعها المؤمنون ليحذروا شرور تلك الايام والزمان ويبتعدوا عما يغضب الرحمن فأقرأها

جواهر القران لأبي حامد الغزالي

 كتاب جواهر القرآن أبو حامد الغزالي 

 مصاحف روابط 9 مصاحف
https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d/https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d/https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d /https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d/https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-dhttps://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d/https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d/https://blogger.googleusercontent.com/img/proxy/AVvXsEhybGo7lQH5qdapUg66Kwa932DMRaqbRRyQBMBeKc-KDpgZNyRfP3VBOcExZ6Gce75Pmmgvvmf_YxS5rkg_XvJkQ98etzNK8lo-m9las908Rze9vMOs8JfRJkf6N2bg1cfnetw2aP4_tEQjRMe2Zmti_ay1p9jc8R5PaH-2FUUkwiq0=s0-d

المصحف مسموعا للشيخ خليل الحصري

سورة الفاتحة /سورة البقرة /سورة آل عمران /سورة النساء /سورة المائدة /سورة الأنعام /سورة الأعراف /سورة الأنفال /سورة التوبة /سورة يونس /سورة هود /سورة يوسف /سورة الرعد /سورة إبراهيم /سورة الحجر /سورة النحل /سورة الإسراء /سورة الكهف /سورة مريم /سورة طه /سورة الأنبياء /سورة الحج /سورة المؤمنون /سورة النّور /سورة الفرقان /سورة الشعراء /سورة النّمل /سورة القصص /سورة العنكبوت /سورة الرّوم /سورة لقمان /سورة السجدة /سورة الأحزاب /سورة سبأ /سورة فاطر /سورة يس /سورة الصافات /سورة ص /سورة الزمر /سورة غافر /سورة فصّلت /سورة الشورى /سورة الزخرف /سورة الدّخان /سورة الجاثية /سورة الأحقاف /سورة محمد /سورة الفتح /سورة الحجرات /سورة ق /سورة الذاريات /سورة الطور /سورة النجم /سورة القمر /سورة الرحمن /سورة الواقعة /سورة الحديد /سورة المجادلة /سورة الحشر /سورة الممتحنة /سورة الصف /سورة الجمعة /سورة المنافقون /سورة التغابن /سورة الطلاق /سورة التحريم /سورة الملك /سورة القلم /سورة الحاقة /سورة المعارج /سورة نوح /سورة الجن /سورة المزّمّل /سورة المدّثر /سورة القيامة /سورة الإنسان /سورة المرسلات /سورة النبأ /سورة النازعات /سورة عبس /سورة التكوير /سورة الإنفطار /سورة المطفّفين /سورة الإنشقاق /سورة البروج /سورة الطارق /سورة الأعلى /سورة الغاشية /سورة الفجر /سورة البلد /سورة الشمس /سورة الليل /سورة الضحى /سورة الشرح /سورة التين /سورة العلق /سورة القدر /سورة البينة /سورة الزلزلة /سورة العاديات /سورة القارعة /سورة التكاثر /سورة العصر /سورة الهمزة /سورة الفيل /سورة قريش /سورة الماعون /سورة الكوثر /سورة الكافرون /سورة النصر /سورة المسد /سورة الإخلاص /سورة الفلق /سورة النّاس

كل مدونات لاشير لاشيرك

الأحد، 10 يونيو 2018

37.ذكر طلوع الشمس من مغربها

37.ذكر طلوع الشمس من مغربها


ذِكْرُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا . الْآيَةَ [ الْأَنْعَامِ : 158 ] . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا .

[ ص: 256 ] قَالَ : " طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا " . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِهِ . وَقَالَ : غَرِيبٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ .

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ - عِنْدَ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ " . وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّةُ الْجَمَاعَةِ - إِلَّا التِّرْمِذِيَّ - مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .

ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ ، وَذَلِكَ حِيَنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا " . ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ . وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيِّ بِهِ ، وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ طَرِيقِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .

وَقَالَ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ ، [ ص: 257 ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا; طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدُّخَانُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ " . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ وَكِيعٍ بِهِ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، بِهِ ، نَحْوَهُ .

وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ طُرُقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَيْضًا ، فَعَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ; طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا . . . . " . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَمُسْلِمٌ ، وَأَهْلُ السُّنَنِ ، كَمَا تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ .

وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا " . فَذَكَرَ مِنْهُنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، كَمَا تَقَدَّمَ .

وَثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ إِذَا غَرَبَتْ " ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي . قَالَ : " إِنَّهَا تَنْتَهِي فَتَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ ، فَيُوشِكُ أَنْ يُقَالَ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ . وَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ [ ص: 258 ] نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ وَهُوَ يُحَدِّثُ فِي الْآيَاتِ : إِنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ . قَالَ : فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَحَدَّثُوهُ بِالَّذِي سَمِعَ مِنْ مَرْوَانَ فِي الْآيَاتِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا ، قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ ضُحًى ، فَأَيَّتُهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا ، قَرِيبًا " . ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ : وَأَظُنُّ أُولَاهُمَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَذَلِكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ ، فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ ، حَتَّى إِذَا بَدَا لِلَّهِ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا فَعَلَتْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ; أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ ، فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ ، وَعَرَفَتْ أَنَّهُ إِنْ أَذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ لَمْ تُدْرِكِ الْمَشْرِقَ ، قَالَتْ : رَبِّ ، مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ ، مَنْ لِي بِالنَّاسِ؟ حَتَّى إِذَا صَارَ الْأُفُقُ كَأَنَّهُ [ ص: 259 ] طَوْقٌ ، اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ ، فَيُقَالُ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ مَكَانِكِ فَاطْلُعِي . فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [ الْأَنْعَامِ : 158 ] .

وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ . . . وَذَكَرَهُ كَمَا تَقَدَّمَ . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآيَاتِ هَاهُنَا الَّتِي لَيْسَتْ مَأْلُوفَةً ، بَلْ هِيَ مُخَالِفَةٌ لِلْعَادَاتِ ، وَقَدْ ظَنَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مُتَقَدِّمٌ عَلَى خُرُوجِ الدَّابَّةِ ، وَذَلِكَ مُحْتَمَلٌ وَمُنَاسِبٌ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ " ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِبْرِيقٍ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا خَرَّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي وَيَجْهَرُ : إِلَهِي ، مُرْنِي أَنْ أَسْجُدَ لِمَنْ شِئْتَ " . قَالَ : " فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُهُ ، فَيَقُولُونَ : يَا سَيِّدَهُمْ ، مَا هَذَا التَّضَرُّعُ؟ [ ص: 260 ] فَيَقُولُ : إِنَّمَا سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، وَهَذَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ . قَالَ : " ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا " . قَالَ : " فَأَوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَةَ ، فَتَأْتِي إِبْلِيسَ فَتَلْطِمُهُ " . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَرَفْعُهُ فِيهِ نَكَارَةٌ ، لَعَلَّهُ مِنَ الزَّامِلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ أَصَابَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ الْيَرْمُوكِ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْهُمَا أَشْيَاءَ غَرَائِبَ .

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّذِي رَوَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي " الْفِتَنِ " ، أَنَّ الدَّابَّةَ تَقْتُلُ إِبْلِيسَ . وَهَذَا مِنْ أَغْرَبِ الْأَخْبَارِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَفِي حَدِيثِ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ فَضَّالِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صُدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا " .

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي " تَفْسِيرِهِ " : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ [ ص: 261 ] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ لَيْلَةٌ تَعْدِلُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ يَعْرِفُهَا الْمُتَنَفِّلُونَ ، يَقُومُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ، ثُمَّ يَنَامُ ، ثُمَّ يَقُومُ ، فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ، ثُمَّ يَنَامُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ صَاحَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، فَقَالُوا : مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا ، حَتَّى إِذَا صَارَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ رَجَعَتْ فَطَلَعَتْ مِنْ مَطْلِعِهَا " . قَالَ : " فَحِينَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا " .

ثُمَّ سَاقَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا آيَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا؟ فَقَالَ : " تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ لَيْلَتَيْنِ ، فَيَنْتَبِهُ الَّذِينَ كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهَا ، فَيَعْمَلُونَ كَمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَبْلَهَا ، وَالنُّجُومُ لَا تُرَى; قَدْ بَاتَتْ مَكَانَهَا ، ثُمَّ يَرْقُدُونَ ، ثُمَّ يَقُومُونَ ، فَيُصَلُّونَ ، ثُمَّ يَرْقُدُونَ ، ثُمَّ يَقُومُونَ ، فَتَكِلُّ عَلَيْهِمْ جُنُوبُهُمْ حِينَ يَتَطَاوَلُ اللَّيْلُ ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يُصْبِحُونَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَنْتَظِرُونَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَشْرِقِهَا إِذْ طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنُوا ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ " .

[ ص: 262 ] وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي " الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ " : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُصَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِجُلَسَائِهِ : أَرَأَيْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ : تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ؟ [ الْكَهْفِ : 86 ] مَاذَا يَعْنِي بِهَا؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : إِنَّهَا إِذَا غَرَبَتْ سَجَدَتْ لَهُ وَسَبَّحَتْهُ وَعَظَّمَتْهُ ، ثُمَّ كَانَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَإِذَا حَضَرَ طُلُوعُهَا ، سَجَدَتْ لَهُ وَسَبَّحَتْهُ وَعَظَّمَتْهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْهُ ، فَيُؤْذَنُ لَهَا ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تُحْبَسُ فِيهِ ، سَجَدَتْ لَهُ وَسَبَّحَتْهُ وَعَظَّمَتْهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْهُ ، فَيُقَالُ لَهَا : اثْبُتِي . فَإِذَا حَضَرَ طُلُوعُهَا سَجَدَتْ لَهُ وَسَبَّحَتْهُ وَعَظَّمَتْهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَتْهُ فَيُقَالُ : اثْبُتِي . فَتُحْبَسُ مِقْدَارَ لَيْلَتَيْنِ . قَالَ : وَيَفْزَعُ الْمُتَهَجِّدُونَ ، وَيُنَادِي الرَّجُلُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ جَارَهُ : يَا فُلَانُ ، مَا شَأْنُنَا اللَّيْلَةَ؟ لَقَدْ نِمْتُ حَتَّى شَبِعْتُ وَصَلَّيْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ . ثُمَّ يُقَالُ لَهَا : اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ . فَذَلِكَ يَوْمٌ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ الْآيَةَ [ الْأَنْعَامِ : 158 ] .

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ ، يَرُدُّهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ ، عَنِ ابْنِ [ ص: 263 ] السَّعْدِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتِلُ " . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ; إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ ، وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَةُ ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ ، فَإِذَا طَلَعَتْ ، طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ " . وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ .

وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ - وَصَحَّحَهُ - وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، مِنْ طَرِيقِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ فَتَحَ بَابًا قِبَلَ الْمَغْرِبِ عَرْضُهُ سَبْعُونَ - أَوْ قَالَ : أَرْبَعُونَ - عَامًا لِلتَّوْبَةِ ، لَا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ " .

فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَوَاتِرَةُ ، مَعَ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ أَحْدَثَ إِيمَانًا ، أَوْ تَوْبَةً بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا لَا تُقْبَلُ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ; لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَعَلَامَاتِهَا الدَّالَّةِ عَلَى اقْتِرَابِهَا وَدُنُوِّهَا ، فَعُومِلَ ذَلِكَ الْوَقْتُ مُعَامَلَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ [ الْأَنْعَامِ : 158 ] .

[ ص: 264 ] وَقَالَ تَعَالَى : فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ [ غَافِرٍ : 84 ، 85 ] .

وَقَالَ تَعَالَى : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [ مُحَمَّدٍ : 18 ] .

وَقَدْ حَكَى الْبَيْهَقِيُّ ، عَنِ الْحَاكِمِ أَنَّهُ قَالَ : أَوَّلُ الْآيَاتِ ظُهُورًا خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ثُمَّ فَتْحُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، ثُمَّ خُرُوجُ الدَّابَّةِ ، ثُمَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، قَالَ : لِأَنَّهَا إِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَلَوْ كَانَ نُزُولُ عِيسَى بَعْدَهَا ، لَمْ يَلْقَ كَافِرًا .

وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ فِيهِ نَظَرٌ; لِأَنَّ إِيمَانَ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُهُمْ ، فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، فَمَنْ أَحْدَثَ إِيمَانًا أَوْ تَوْبَةً يَوْمَئِذٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا أَوْ تَائِبًا قَبْلَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ نُزُولِ عِيسَى فِي آخِرِ الزَّمَانِ : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ [ النِّسَاءِ : 159 ] . أَيْ قَبْلَ مَوْتِ عِيسَى ، وَبَعْدَ نُزُولِهِ يُؤْمِنُ جَمِيعُ أَهْلِ الْكِتَابِ بِهِ إِيمَانًا ضَرُورِيًّا ، بِمَعْنَى أَنَّهُمْ يَتَحَقَّقُونَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَالنَّصْرَانِيُّ يَعْلَمُ كَذِبَ نَفْسِهِ فِي دَعْوَاهُ فِيهِ الرُّبُوبِيَّةَ وَالْبُنُوَّةَ ، وَالْيَهُودِيُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ ، لَا وَلَدَ زَانِيَةٍ ، كَمَا كَانَ الْمُجْرِمُونَ مِنْهُمْ يَزْعُمُونَ ذَلِكَ ، عَلَيْهِمْ [ ص: 265 ] لِعَائِنُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ الْمُتَدَارِكُ .

 

 

 

أرشيف المدونة الإلكترونية روابط الكتاب من اسلام ويب مع تنقيح العرضohoo ببونط arabic sitting type

s1.مقدمة المصنف الحافظ ابن كثير

2.خبر الأبلة

3.ذكر قتال الهند

4.حديث معاوية بن أبي سفيان في قتال الترك

5.حديث عبادة فيما يتعلق بما بعد المائة سنة

6.حديث فيما بعد المائتين من الهجرة

7.ذكر سنة خمسمائة

8.ذكر الخبر الوارد في ظهور نار من أرض الحجاز أضاءت...

9.ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة ...

10.باب ذكر الفتن جملة ثم نفصل ذكرها بعد ذلك إن شاء...

11.باب افتراق الأمم

12.كر شرور تحدث في هذه الأمة في آخر الزمان

13.فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان

14.ذكر أنواع من الفتن وقعت وستكثر وتتفاقم في آخر ا...

15.فصل في تعداد الآيات والأشراط الواقعة

16.ذكر قتال الملحمة مع الروم الذي يكون آخره فتح ال...

17.ذكر خروج الدجال بعد وقوع الملحمة الرومية وفتح ا...

18.الكلام على أحاديث الدجال

19.حديث فاطمة بنت قيس في الدجال

20.حديث النواس بن سمعان الكلابي عن الدجال

21.حديث عن أبي أمامة الباهلي صدي بن عجلان في معنى ...

22.ذكر أحاديث منثورة في الدجال

23.ذكر ما يعصم من الدجال

24.ملخص سيرة الدجال

25.صفة الدجال

26.خبر عجيب ونبأ غريب في الدجال

27.ذكر نزول عيسى ابن مريم من السماء الدنيا إلى الأ...

28.ذكر الأحاديث الواردة في ذلك 1(في نزول عيسي ابن ...

29.حديث عن ابن مسعود في أمر الساعة

30.صفة المسيح عيسى ابن مريم رسول الله عليه السلام

31. ذكر خروج يأجوج ومأجوج

32.ذكر تخريب الكعبة شرفها الله على يدي ذي السويقتي...

33.ذكر تخريبه إياها يعني الكعبة

34.المدينة النبوية لا يدخلها الدجال

35.خروج الدابة

36. حديث عن أبي أمامة في الدابة

37.ذكر طلوع الشمس من مغربها

38.ذكر الدخان الذي يكون قبل يوم القيامة

39.ذكر الصواعق التي تكون عند اقتراب الساعة

40.ذكر وقوع المطر الشديد قبل يوم القيامة

41.باب ذكر أمور لا تقوم الساعة حتى تكون ، منها ما ...

42.صفة أهل آخر الزمان

43.ذكر طرق حديث بعثت أنا والساعة كهاتين

44.حديث في تقريب يوم القيامة بالنسبة إلى ما سلف من...

45.ذكر دنو الساعة واقترابها

46.ذكر زوال الدنيا وإقبال الآخرة

47.حديث الصور بطوله

48.النفخ في الصور

49.ذكر أمر هذه النار وحشرها الناس إلى أرض الشام

50.نفخة الصعق

51 فَصْلٌ ( اللَّهُ يَقْبِضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ا...

52.ست آيات قبل يوم القيامة

53. نفخة البعث

54.ذكر أحاديث في البعث

55.حديث أبي رزين في البعث والنشور

56.ذكر أسماء يوم القيامة

57.ذكر أن يوم القيامة هو يوم النفخ في الصور لبعث ا...

58.ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة رسول ا...

59ذكر بعث الناس حفاة عراة غرلا ، وذكر أول من يكسى ...

60.ذكر شيء من أهوال يوم القيامة

61.ذكر الأحاديث والأثار الدالة على أهوال يوم القيامة

62.فصل إذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صفة...

63.ذكر طول يوم القيامة وما ورد في مقداره

64.ذكر المقام المحمود الذي خص به رسول الله صلى الل...

65.ذكر ما ورد في الحوض النبوي المحمدي

66.ذكر أن لكل نبي حوضا وأن حوض نبينا محمد صلى الله...

67.فصل في مجيء الرب سبحانه وتعالى كما يشاء يوم الق...

68.ذكر كلام الرب تعالى مع آدم عليه السلام

69.كلام الرب تعالى مع نوح عليه السلام وسؤاله إياه ...

70.ذكر تشريف إبراهيم الخليل عليه السلام يوم القيام...

71.ذكر موسى صلى الله عليه وسلم وظهور شرفه وجلالته ...

72.ذكر عيسى عليه الصلاة والسلام وكلام الرب معه يوم...

73.ذكر ما ورد في كلام الرب سبحانه مع العلماء يوم ف...

74.ذكر أول كلامه عز وجل للمؤمنين

75.فصل في مخاطبة الله عز وجل لعبده الكافر يوم القيامة

76.فصل في إبراز النيران ، والجنان ، ونصب الميزان ،...

77.ذكر إبداء عنق من النار إلى المحشر فيطلع على الناس

78.ذكر الميزان

79.بيان كون الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان

80.إنكار المعتزلة للميزان والرد عليهم

81.الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسنات

82.ذكر العرض على الله عز وجل يوم القيامة وتطاير ال...

83.فصل أول ما يقضي الله تعالى بينهم من المخلوقات ا...

84. فصل أول ما يقضي الله فيه الدماء

85.ذكر أول ما يقضى بين الناس فيه يوم القيامة ومن ي...

86.حديث فيه أن الله تعالى يصالح عن عبده الذي له به...

87.فصل ما يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم

88.فصل حال الناس عند أخذ الكتاب يوم القيامة >>

89. فصل ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة

90.ذكر من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب

91. ذكر كيفية تفرق العباد عن موقف الحساب وما إليه ...

92 . فصل في ذكر الصراط غير ما ذكر آنفا من الأحاديث...

93. فصل في ورود الناس جميعهم جهنم

94. فصل في كيفية الحشر

95 فصل أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر لي...

96.كتاب صفة النار وما فيها من العذاب الأليم

97.صفة الجنة وما فيها من النعيم المقيم الدائم على ...

1. كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظا...

2. كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظ...

3. كتاب الفتن والملاحم والأمور العظام

4.كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام...

5 كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظا...

6. كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظا...

7. تابع للسابق برقم 6.ذكر في كلام الرب تَعالى مَعَ...

8. كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظا...

9. كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظا...

10كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام...

ترجمة ابن كثير الحافظ

السيرة النبوية لابن كثير ج1 /1.

2.السيرة النبوية لابن كثير ج1 /2.

3. ج1/ 3 السيرة النبوية لابن كثير الحافظ.

4.السيرة النبوية لابن كثير ج1//4

5. السيرة النبوية لاب كثير ج2//1..

6. . السيرة النبوية لاب كثير ج2//2..

7. السيرة النبوية لابن كثير ج2//3.

8. السيرة النبوية لابن كثير ج2//4.

9.السيرة النبوية لابن كثير ج3 /1 .

10.السيرة النبوية لابن كثير ج3 /2 .

11.السيرة النبوية لابن كثير ج3 /3 .

12.السيرة النبوية لابن كثير ج3 /4 .

13.السيرة النبوية لابن كثير ج4 ا ج4//1.

14.السيرة النبوية لابن كثير ج4 ا ج4//2.

15.السيرة النبوية لابن كثير 4//3.ذكر خروجه عليه ال...

ص 16 بالمدونة كتاب السيرة النبوية لابن كثير بترقيم...

ص 17 بالمدونة كتاب السيرة النبوية لابن كثير بترقيم...

ص 18 بالمدونة كتاب السيرة النبوية لابن كثير بترقيم...

ص 19. السيرة النبوية لابن كثير الجزء السادس -ج6//1

ص20. ج6//2 السيرة النبوية لابن كثير

ص21. ج6//3 السيرة النبوية لابن كثير

ص22 ج6//4 السيرة النبوية لابن هشام الحافظ

الروابط الي الجزء 6

مفتاح حماية

ص23. السيرة النبوية لابن كثير الجزء 7 بتصنيف الشا...

ترجمة ابن كثير الحافظ 1.السيرة النبوية لابن كثير ...

المغازي والسرايا للحاكم النيسابوري صاحب المستدرك

كتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار لصفي الرحم...

ج2 من كتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار لصفي...

كتاب الزَّهْرُ النَّضِرُ فِيْ أَخْبَارِ الْخَضِرِ ...

عرض كتاب سلسلة الذهب أحمد بن علي بن حجر

بونط نسخ (مساوئ التأويل وحقيقته)

المفعول لأجله ويُسَمَّى أيضاً المفعول له

👤تخريج حديث سفانة ابنة حاتم الطائي

الحق والباطل ضدان لا يلتقيان ولا يجتمعان إلا في ح...

الحق والباطل

*تأويلات النووي علي مسلم بن الحجاج في شرحة للجامع ...

*تأويلات النووي علي مسلم بن الحجاج في شرحة للجامع ...

🌈 تأويلات النووي علي مسلم بن الحجاج في شرحة للجام...

روابط صحيح مسلم كتاب الايمان

☾☾ الشواهد والطرق التي تبين صحة قول ابن الصلاح في ...

🌈 🌈 🌈 آيات القران في المصرين علي الذنب كيف هم و...

مدونة قانون الحق الالهي آيات الظالمين في القران

اضغط وانت تعرف الجامعة المانعة منقحة

مدونة قانون الجق الالهي اا

ددليل مدونة الجق الالهي اا

الجهنميون من هم

113... احسن تحقيق لحديث من قال لا اله الا الله دخل...

كل كتاب دمار الكون بالصيحة(النفير) مشاهد من يوم ال...

روابط كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور ال...

النهاية في الفتن والملاحم وصلى الله على سيدنا محمد...

--------------------

.ذكر قتال الملحمة مع الروم الذي يكون آخره فتح الق...

[ محدث ] فإذا تبين لنا أن الشرك مقدارا هو مادونه ا...

حديث صاحب البطاقة

كتاب الفتن لنعيم ابن حماد المروزي الحافظ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب : الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح المؤلف : ابن الجزري

كتاب : الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح المؤلف : ابن الجزري بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف رب يسر ولا تعسر، بسم الله أبت...